«محمد بلحوس» يكتب: القميص اللعين!
وضعت ملابسي بجانب الوسادة، قميص أحمر و سروال أسود، أتذكر جيدا أن جارتنا للارقية قد أهدت القميص الأحمر لأمي قبل سنوات بعد أن أصبح ضيقا على ابنها. فرحت أمي بالقميص الأحمر، وقالت لي: هذا قميصك الجديد يابني! ابتسمت، و قلت في نفسي: تبا لك يا للارقية ألم تجدي غير القميص ذي اللون الأحمر لتهديه لنا.ولكن، لابأس على الأقل سألبسه في الموسم السنوي المقبل. أما السروال الأسود فقد أخرجته أمي من إحدى مخدات غرفة الضيوف.
رائحته تزكم الأنوف. غسلته أمي ووضعت بضع أوراق الخزامى في الماء. إنها نصيحة صديقتها التي اعتادت على طرد الروائح الكريهة من ملابس ابنها الذي يتبول ليلا. فرحت كثيرا بملابسي الجديدة قميص و سروال دجين أقصى أمنياتي. سأبدو أنيقا بين الأطفال في الموسم.
أسمع شخير أبي بالغرفة الجانبية، المسكين يغط في نوم عميق، كيف لا و هو يعمل منذ شروق الشمس إلى غروبها.أحاول أن أغالب النعاس، فلا يجب ان أنام، لأن النوم مثل الموت، هكذا تقول جدتي، فهب أنني لم أستيقظ. أشعل الشمعة لأتأكد من وجود ملابسي في مكانها، و من سماع شخير أبي. أتخيل مشيتي بين أصدقائي في الموسم، و كيف أننا سنطوف على دكاكين و خيام الموسم كلها.الموسم فرصة لأكل مالذ وطاب، هكذا قال لي صديقي خالد الذي إعتاد مرافقة أبيه في كل موسم. أعود إلى فراشي حزينا، فالصبح مازال بعيدا. موحا! استيقظ! كان صوت أمي قويا.
فتحت عيناي بصعوبة، و سألتها: أين أبي؟ قهقهت أمي وخرجت من الغرفة. مالذي حدث! أسرعت و تأبطت ملابسي، و اتجهت إلى المطبخ. أمي! أين أبي لقد وعدني أن يرافقني إلى الموسم؟ ربتت أمي على كتفي، و قالت: لا عليك سأصحبك معي لزيارة أخوالك. تبا للقميص الأحمر اللعين، ربما لعنته تلاحقني في كل مناسبة، فلم يسبق أن ارتديته إلا للعب مع أصدقائي خارج البيت.
أمي تقول أن اللونين الأحمر و الأسود لا يتسخان بسرعة.
______
المغرب
إرسال تعليق
0 تعليقات