«المصطفى صباني» يكتب: حليب أسود مر!
#قصة
"أنا أخوك إسحاق، إسحاق بن أبراهام، أعود إليك هذه المرة دون أن تكلف نفسك بالبحث عني للقصاص مني وتخليص دمنا أو دمك من نجاسة عرق دساس. أنا أخوك في الرضاعة الذي خان حليب الأمومة، أخوك الذي لم يصن الدم والعهد. حليب أمي "سْمِيحة" الذي شربتَه، أشعل في نفسك نار النقمة بعد أن تنكرت أنا لحليب أمك "رحمة" التي سقتني حبها المدرار، ورحتُ أسفح دم الأخوة على أرضنا المقدسة. ثق بأنك سوف تشفي نفسك المكلومة وتطهرها بالاستشهاد حين تعانقني بحزامك الناسف ونمضي معا كما ولدنا معا نحو العدم.
حجزت تذكرة سفر من تل أبيب إلى فاس، سألقاك في مدينتنا الموعودة صفرو، لكن اترك لي مهلة التجول في دروبها، زيارة بيتنا العتيق في "حبونا" ودكان الخياطة لأبي بالملاح القديم والشرب من نهر أجاي، قبل أن تعد لي ولك وليمة الفناء. قبل أن نمضي سويا في غياهب اللاوجود، أريد أن تستعيد ذاكرتي صور طفولتنا في أحياء مدينتنا وتمحو كل ما عشته بعيدا عنك. سأحقق لك وعيدك لتفتدي روحك وتفتديني معك، ولتهنأ بعدها براحة نفسك التي ينهش كبدها غل الخديعة والظلم وأسلم أنا من شبح القتلى وصراخهم الذي حطم جدران السكينة في منامي. أنا لم أكفر بأخوّتنا، نحن ولدنا في يوم وبيت واحد، لدغنا نفس الأثداء، وبترنا قلفتنا في نفس حفل الختان وختمنا على أعضائنا المدنسة بالأذكار المقدسة، اقتسمنا "السخينة" وكعك "روش أشنا" ولحم عيد الأضحى، حتى البِدل تبادلناها وكأننا توأمان بوجه واحد في جسدين، لقد كنتَ تسكن روحي وكنتُ أسري في شرايين قلبك، لم تفرق بيننا شقاوة الإخوة ولا التنافس على كسب لعبة.
أنت تعرف بأن جذورنا غائرة هناك وأننا لم نكن أبدا حفدة يعقوب. أبي أبراهام الذي رفض تصديق خرافة أرض الميعاد، احتمى ببيته وعشيرته وجيرانه ولم يركب سفينة الهجرة وحرّم ككل يهودي مؤمن أن تضغط يداه على الزناد لقتل نفس حتى ولو كانت معتدية، كافأه أهل مدينته، حينما هزمت إسرائيل العرب في حرب الستة أيام، برمي باب دكانه بالغائط وشتمه أثناء توجهه لعمله بأقذع السباب: "الجيفة النتنة"، "وسخ الدنيا وجحيم الآخرة"، وتحريم المتاجرة معه، فأقفل عليه باب بيته حتى مات حسرة وكمدا. أنت كنت لي درعا واقيا، تنازع بالسب والركل واللكمات كل من نق نقيق الضفادع سخرية مني ومن بني عقيدتي. وقفتَ في وجه المعلم الذي حاول تحقير اليهود بالنظر إلي حانقا ومهددا بحرق كل اليهود جريا على سنة هتلر اللعين، بأن شكوته للمدير وألجمت حقده، بينما ظللت أنا في مخبئي صامتا أتوجس تلقي الضربات من كل جانب دون ردها. لم أهاجر طواعية إلى إسرائيل إلا بعدما ضاقت أمامنا سبل البقاء، جررت أمي سميحة وهي تبكي وتتمسح بجدران بيتنا، ولم تغفر لي حتى عند احتضارها المجيء بها إلى أرض الحجر والأشجار اليابسة بمستوطنة "ليتسيون". ظلت تنتظر انفراج أجواء الحرب للعودة إلى أحضان أمنا "رحمة" والسقي من بئر البيت وري الصفصافة الباسقة. في كل يوم عيد كانت تبكي بحرقة، تعب قوارير "الماحيا" التي لم تكن تقربها في صفور، وتطلق سيل شتائمها علي وعلى كل الذين سجنونا في أرض الخراب هاته. علمتُ بعدها أنك رفضت أن يجالسك في طاولة القسم تلميذ آخر، وأبيت طيلة شهور الحديث واللعب مع الأقران في ساحة المدرسة وفي زقاق الحي، خافت عليك أمي رحمة من مرض التوحد، ففرت بك نحو أختها بالرباط لترطيب الأمزجة بهواء البحر وإسكات صخب الذاكرة وإلهائها برفقة أبنائها وبناتها.
أنا لم أنخرط في جيش الدفاع الإسرائيلي إلا لمحو وصمة المهانة والعار التي لطختُ بها في بلدي، وما ارتدائي البزة العسكرية إلا لاسترداد كرامتي المهدورة وثقتي المفقودة. صرت على ظهر دبابة ميركافا وسط صيدا بلبنان صيف 1982 نتعقب المقاومة الفلسطينية لتخليص الجليل الأعلى من قذائف الكاتيوشا العشوائية، بينما كنت أنت وسط المظاهرات بالرباط تحيط عنقك بالكوفية الفلسطينية، تندد بالتواطؤ العربي وصمت الأمم المتحدة على استفرادنا بلبنان الضعيف. لما رأيتني في القناة الفرنسية الخامسة وراء الجنرال أرييل شارون، وتحققت من اسمي عندما سألني صحفي القناة عن مدى استعدادنا لاقتحام بيروت والإتيان بياسر عرفات حيا أو ميتا إلى إسرائيل، كان أهون عليك نزع أسنانك من أن تراني في هيئتي تلك وأنا أمتشق رشاشا متوعدا الفلسطينيين بالويل والثبور. شعرتَ وكأن سكينا طعنك في الظهر وغار حتى بلغ الصدر. خرجت منتفضا نحو مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، ترجو الانضمام إلى صفوف المقاومة ولقائي هناك على أطراف بيروت ليكون نزالنا الأول والأخير بدل عناقنا الأثير. خاب مسعاك ورئيس المكتب يردك على أعقابك بعد أن أعلمك بتوقف الحرب وخروج المقاومة من بيروت على ظهر السفن نحو تونس. أصابتك لوثة النقمة ووددت لو كشطت جلدك وسحبت دمي من عروقك حتى لا يكون لي فيك أثر. سقيتَ قلبك نقيع الثأر لتشفع لنفسك التواقة إلى لمة الإخوة. كلما رأيتني أقود فيالق جنودنا نحو مخابئ الفدائيين وكسر أيدي المنتفضين بالحجارة، تغرز أسنانك في شفتيك وتلطم خديك وصدرك تحاول تخليصي منك. لم تفتك صغيرة أو كبيرة عني، تتلقفها لتنسج منها خطط الإيقاع بي ولو على حين غرة لتقتلع منك قرينك الأشر.
كنتُ أُقلد النياشين والأوسمة وأرتقي المراتب العسكرية حتى صرت جنرالا في قيادة الأركان، وأنت طلّقت اليسار وأطلقت اللحية وكفرت بكل من سار على درب التفاوض والتسوية وبكل من وضع يده في يد العدو لاقتسام كعكة السلطة، كنت ترى يدك تمتد نحوي لتصافحني فتقطعها. كنتُ أنا عقلك الباطن الذي عليك أن تستأصله لتنعم بسكينة الروح، لكن هيهات، كيف لمن ساقه حبه إلى البغضاء أن يهنأ له بال وينعم بالراحة إن لم يُفن نفسه ونفس ذلك الذي كدر قلبه بالضغينة. أبيت على نفسك أن تجاهد هناك كما يجاهد الفلسطينيون هنا بالأحزمة الناسفة والمفخخات المتفجرة. حينما علمتَ باستعداد اليهود المغاربة بإسرائيل زيارة البيضاء 16 أيار 2003 لإحياء طقوس أضرحتهم المقدسة، فتشت عن أسماء الزائرين، طلع لك اسمي في أعلى اللائحة، تحسست نبض أصابعك كمن يتأهب لإطلاق رصاصة. استطلعتَ مقامنا بفندق "فرح" وبرنامج تنقلنا بين المقبرة اليهودية ومطعم "كسا ديسبانيا"، وهرولت ممتقعا نقمة إلى "كريان توما"، نحو خلاياك النائمة، ألهبتهم حماسة ورسمت لهم خطة الطريق إلى الجنة بالمشي فوق جثث اليهود المتفحمة. وزعتهم إلى ثلاثة فرق انتحارية، ينفجرون ويفجروننا في كل أماكن تواجدنا حتى لا يخيب اصطيادي. لكن مرادك سفته رياح السموم، نجونا من شظايا نار أحزمتك، لكنك نثرت أشلاء أبرياء من بني جلدتك، قتلت الأب وابنه والبعل وزوجه والجدة وأحفادها، قتلت من كان ينقم علينا ويريدنا عصفا مأكولا، ذنبهم أنهم سبقونا إلى مطعم، فنابوا عنا في نيل قصاصك. خانتك عزيمتك وأنت ترى صنيعة يديك ترتد عليك. علمتُ بعدها باعتقالك وتردد اسمك على ألسنة المحققين ورجال القضاء، وعرفتُ أنك أخي "إسماعيل الإبراهمي" الذي كان يتقصدني أنا لا غيري من اليهود. رجوتَ القضاة أن يعدموك لتخلص من إثمك، توسلتَ لهم أن يرموك بالرصاص أو يشنقوك كشاة جرباء لنتجو من كوابيسك وأشباح ضحاياك. أما أنا فقد كبلتني الريبة والحيرة وغرق ذهني في فراغ اللاجدوي، صرت كمن يمشي في طريق لا نهاية لها، كقارب بلا مجاديف تتقاذفه الأمواج، لم أعرف إن كنتَ على حق أو على باطل، إن كنت تثأر مني أو منك. حكموا عليك بعشرين سنة سجنا قضيتها في معتقل "الزاكي"، مرت منها عشرة وخرجت بعفو ملكي لحسن السيرة والسلوك. أمضيتها منعزلا عن جماعتك، رفضت تقاسم أرائهم ومراجعاتهم وتكتيكاتهم المرحلية، غصت في بئر ذاتك ومنعت عنك تسرب الضوء. راودتك فكرة الانتحار لإسكات عويل الضحايا في ذهنك وهم يلفون أمعاءهم في سماط الطاولات ويبحثون عن أيديهم وأرجلهم المبتورة والمختلطة مع أعضاء الغير. لكن إيمانك حرمك من متعة الخلاص مشنوقا في سقف زنزانتك أو نازفا في بركة دم. حينما خرجت، تواريت عن أنظار الناس، حتى المساجد قاطعت صلاتها، وبقيت مع أمي رحمة تطعمها وتبدل حفظاتها وهي على كرسي متحرك. فضلت رضا أمك على رضا دينك، لكنك كسرت بخاطرها أن حرمتها من حفدتها وحرمت نفسك من أبوة كانت ستزيح عنك نقمة الأخوة ولعنة الدم المهان. لما دفنت أمنا رحمة بدا لك العالم خواء، ليس فيه شيء يحرض على التشبث أو يبعث على البقاء. بقيت صورتي الوحيدة معلقة في ذهنك، تريد حرقها لتنهي كل هذا الحب البغيض والحليب المر المقيت، ويسود بعدها صمت القبور.
لم أكن أفضل منك، سعير النقمة أضرم قلبي، مثل حيوان جريح يدوس على كل ما يلقاه في طريقه، استمرأت القتل، شحذت سكاكين الجزر ورحنا على غزة نمطرها فسفورا وقنابل عنقودية، لم تبرأ نفسي إلا وأبراج غزة المنتصبة تساوت بالأرض، والبيوت صارت قبورا؛ أهلها يئنون تحتها أحياء. ما عادت لي ذاكرة لاستدراج دفء الأخوة، كنتُ أرى في منامي رأسي مقطوعة بعينين مفتوحتين ملقاة بين يديك، ترميها وتدحرجها بقدميك. أستفيق مفزوعا، فأملأ حزامي بالرصاصات وأصوب فوهة رشاشي لصدر كل فلسطيني وقف أمامي ولو بدون سلاح. لم تعد تستهويني الحياة بلا حرب، بدون صيد، كنت أريد دم الضحية يقطر ساخنا من أصابعي قبل أن يندلق على الأرض. كأني أراك صريعا تحت قدمي ودمك مصبوب في يدي لكن عيناك تظل شاخصتين ترميني بحمم الأخوة الجريحة. لكن دم الضحية المراق لا تبلتعه الأرض، ينبت أشواكا تخترق مسامك وأنت في هجعة الليل، تستفيق مرعوبا تصرخ من ألم الوخز، أشباح قتلاك يغرزون أظافرهم وأنيابهم في لحمك. كل هذا القتل لم يسحب على روحي السكينة، أطفال غزة، شبابها، نساؤها وشيوخها الصرعى يسكنون أسرّتي ومنامي، يطاردونني في دروب الحلم ويرموني بأشلائهم، ولا استيقظ إلا على طعناتهم. لم تنفع مهدئات ولا منومات ولا حقن مورفين، الليل كالنهار أمشي فيهما مشي المتهالك الذي لا يقوى على حمل جسده، وإن أخذتني سِنة هاجمتني الخناجر، فأهرول واقفا أشهر مسدسي في أشباح طائرة. امتلأت عيناي بحصى السهاد، غلقهما عذاب وفتحهما كرب، فكرت في رقدة الختام، في النوم هنيئا بإفراغ رصاصة في الرأس أو قطع أوردة الرسغ أو بخنق النفس، لكن البنادق والمشارط والحبال خانتني حين علمت بأنك تطلب دمي، وأنك تريدني منفجرا بين أحضانك. رضيت أن ندفن سويا بجسدين في قبر واحد داخل مقبرة ليس لها ولاء، لا يستطيع جامعو أشلائنا عزل أعضائي من أعضائك ولا فصل دمي من دمك ولا عقيدتي من عقيدتك، ستسقط عنا تكاليف الإيواء في صف الأبطال والشهداء ونحرم من صلوات الأحبار والفقهاء. انتظرني فأنا قادم إليك."
لم ينزل إسحاق بمطار فاس "سايس" مع السياح الإسرائيليين بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اختار أن يحط فيها عبر الخطوط الجوية الفرنسية حاملا جوازه الفرنسي. كانت بداية قطع شريان الارتباط بدولة الكيان الصهيوني والتنكر لهوية طالما دافع عنها بالدم والرصاص. شعر بحرارة الإسفلت تصعد إلى ركبتيه وهو يطأ أرض المطار كأن تيارا ساخنا يحاول جذبه وإذابته في حضن التراب. عندما خرج من قاعة المطار أعماه ضياء غمر المكان وهو يتجه صوب موقف السيارات، كأن الشمس تطارد الأرض؛ تريد الإمساك بها. وهو في الطريق نحو صفرو، بعد أن استقل طاكسي كبيرا، توصل برسالة نصية من أخيه إسماعيل؛ حدد له مكان اللقاء بصخرة "الصياد" في قمة "لالة يزا" فوق شلالات صفرو. أخلى ذهنه من كل احتمال غير متوقع حتى لا يصاب بالتردد وينتابه التراجع عن تصميمه الراسخ.
كاد نفسه ينقطع وهو يصعد بسرعة الأحراش الملتوية طاردا كل فكرة تشل عزيمته. على قمة الصخرة لاح له طيف أخيه ونور شمس الغروب يبدد ملامحه، ضغط على قدميه يحضهما على المسير حتى لا يجمدهما الوجل. التف حول الصخرة وهو يصعد محنيا ظهره. حينما أطل على منبسط القمة، رفع رأسه ليجد يد إسماعيل ممدودة نحوه، قبض عليها دون تردد. ما أن وقف مستويا فوق القمة حتى خطا إسماعيل ثلاث خطوات إلى الوراء كأنما يرسم له مسافة نزال ممكنة بين بطلين من أبطال أفلام رعاة البقر اللذين يخرجان مسدسهما من غشائه بسرعة البرق ويطلقان الرصاصة القاتلة. ثبّت نظره نحوه وفتح أزرار سترته، ذهل إسحاق من عدم وجود حزام ناسف يحيط ببطن أخيه، أراد أن يتكلم، أن يفك عقدة اللقاء الصامت، لكن لسانه تحجر في باطن فمه. وكأن اللحظة أفرجت عن وعد مأمول، فتح إسماعيل ذراعيه واتجه نحوه، شده إليه واعتصره في صدره، لم يدر إسحاق إلا وعبرات أخيه ساخنة تلامس خده فانخرط بدوره في نشيج اهتز له صدره. غابت عيناهما في برك دمعها فما رأى أحدهما الآخر إلا في صور ذاكرة طفولتهما، صور طفلين صغيرين يتقاذفان الكرة على جدران دربهما ويمرحان في بساتين التفاح والكرز، ويتصايحان وراء الأغنام. واضعا رأسه على كتفه، قال إسماعيل والكلام يتقطع في حلقة:
ـ لماذا قتلتني وتركتني جثة تهيم على وجهها بلا روح، لا أحد يقربني إلا وأصابته لعنة الموت؟
تماسك إسحاق وهو يعدل وقفته ويبصم بشفتيه قبلة على رأس أخيه:
ـ أنا مت قبلك حين انتزعوا قلبي مني وزرعوا لي بدلا عنه قلبا اصطناعيا، طلبوا مني الدفاع عن بلد ليس بلدي، وقتال من لم يكن عدوي. صرت من رصاص وحديد ليس في عضو بشر، آلة حرب تفتك وتدمر. الآن أرى نفسي أولد من جديد حين مسحت ذنوبي في صدرك ومسحت ذنوبك في صدري. صرتَ أنت حائط مبكاي وأنا كعبتك المطهرة.
بعد ترياق الدمع الشافي الذي أعاد لحليب الإخوة بياضه وحلاوته، مد إسماعيل يده إلى رقبته وفك عقد قلادة معلقة على صدره يخفيها تحت بدلته، أخرجها ووضعها في كف أخيه؛ مفتاحان اسودا من صدئ، وأردف قائلا:
ـ أنت الآن ذلك الفلسطيني الذي عاد إلى داره بعد تهجير لعين، ليست بينكما غير تلك الغربة التي طوحت بكما بعيدا في المنافي. ظننت أن فلسطين وطنك وهي كانت سجنك قبل شتاتك الأخير الذي لن يكون غير طرد وراءه طرد حتى انقراض نسل يعقوب. عد إلى بيتنا في حبونا ودكاننا بالملاح.
كانت الشمس قد شارفت على المغيب، فاشتعلت مدينة صفرو بالأضواء وهي تنام ملء جفونها على سفوح جبال الأطلس تسيل من أفواهها جداول وسواقي حليب وعسل جنة موعودة للتائبين.
إرسال تعليق
0 تعليقات