«أميمة عرعور» تكتب: مأساة فتاة يتيمة!
قد تظنها النهاية وأنك قد فقدت كل شيء وأصبحت الحياة مأساوية ولم يعد بداخلك ذرة أمل حتى اليوم الذي تقرر فيه اللجوء إلى خالقك؛ الباب الوحيد الذي سيستقبل دعواتك وطلبك ويفرج كربك في السجود ستشعر براحة قلبك المفتقدة وسط عتمة غرفتك الذي تقضي معظم وقتك وأنت مسجون بها سينبعث نور من السماء يريح قلبك ويزيل التقل على قلبك حينها ستعلم ما الحياة إلى تفاهة.
أدعى أمل لكن عشت طوال سنوات أفتقد لما يدعى الأمل وأصبحت أنعت نفسي باليائسة الكئيبة وسط الميتم وجدت نفسي بين ليلة وضحاها بعدما كنت زهرة وسط بستان مخضر أصبحت ذابلة لا رغبة لي بالحياة وكيف لي العيش والاستمرار، وأنا فقدت من كان يرويني ويعطف علي يحميني ويخاف أن يقترب مني أحد ،فقدت قمراي الساطعان اللذان كانا ينيرا عتمتي فقدت من كنت ألجأ إليهم عند غضبي. حزني من علماني كيف أخطو الخطوة الأولى أمي وأبي في حادثة مروعة وهم في طريقهم لإصطحابي للمنزل.
إنتهت الحصة وأنا في غاية السعادة لإحتضانهما تمر الدقائق الساعات الثواني ومامن مجيب بعد هنيهة جاءت عمتي المرأة القاسية يسجد لها الشيطان لأفعالها ونواياها الخبيثة لم أكن سعيدة عند رؤيتها خفق قلبي من الهلع أحسست بشيء قد حدت ،دموع تماسيح تتساقط من أعينها أخذتني للمستشفى طوال الطريق لا تنطق بكلمة عند وصولنا تلقيت خبر موت والدي بصدمة وبدل من أن أحضم والداي ونعود للمزل ونحن سعداء حضنتهما وسط توب أبيض لم أستطع الصمود وأن أتقبل فكرة فراقهما والعيش وحيدة دون أمي التي تضيء عتمتي. وأبي الجبل الصامد الذي يحميني في الثامنة فقدت أغلى ما أنعم عليا بها الإله بيداي الصغيرة قمت بمساعدة ذاك الرجل لدفنهما بحرقة ودموع جياشة أخذت التراب ووضعته عليهم، في تلك اللحظة دفنت معهم كل ماهو إيجابي روح الدعابة الطفولية وإبتسامتي المفعمة بالحياة .
تولت عمتي مسؤولية حضانتي وبدل من أن تزيل الهم عني وتقف بجانبي جعلت مني خادمة لها أستيقظ من الخامسة صباحا حتى منتصف الليل للقيام بالأعمال المنزلية حرمتني من حقي في الدراسة واللعب كل ماأقوم بنشر الغسيل أرى أطفال في عمري يلعبون ، إنتابني الشوق لنطق كلمة أمي وأبي ينتابني الحنين لعناقهما الدافئ تعرضت للحرمان من عيش حياتي الطفولية حرمت من عناقهما وعطفهما حرمت من العيش بسلام وطمأنينة أيضا.
إلى اليوم الذي قررت فيه أن أزورهما بعدما تعرضت لشتى أنواع العنف والقسوة من طرف عمتي عند وصولي للمقبرة ألقيت بنفسي على قبرهما بحت بكل ما بداخلي دموعي تتساقط واحدة تلوة الأخرى كغزارة الأمطار . جاء الليل وأنا لازلت بجوارهم لم أشعر بالخوف في مكان مظلم ومخيف بل كان متل القصر وأنا بقربهم أحسست بروح كليهما تحيط بي حينها تمنيت أمنية واحدة لو كنت أقضي وقتي كله معهم ولأول مرة سأنام بعد موتهما في راحة وكأنهما يحضناني طوال الليل إستيقضت على شروق الشمس نهضت بعد أن أزلت التراب على ملابسي ومامن وجهة ولا مكان يأويني أو كتف أستند عليه في متاهة الأزقة وجدت نفسي وصوت معدتي أتضور جوعا مر رجل بجانبي لربما أشفق على حالي.
سألني: أين أهلي؟ إبتسمت إبتسامة حزينة وأخبرته أنهما في الجنة ينتظراني. فهم حينها أنهما قد توفيا. أمسك يدي بشفقة وأخذني لملجأ قريب. هناك عثرت على أطفال متخلى عنهم كل منهم لديه قصته المأساوية وعالمه الخاص به فقط وجدت الرحة والمودة أخيرا بينهم كل منهم يكمل الآخر ويحاولو أن يعوضو أنفسهم بتكوين أسرة بينهم بدأت أتحسن يوم بعد يوم ذكرى والداي لن تفارق قلبي وحبهم بداخلي ينبض ولن أتوقف عن حبهم إلا بعد توقف قلبي وفارقتي للحياة .
***
رسالتي لك أيها القارئ مادمت بجوار والداك فلا زلت لم تخسر شيء مادمت ترى إبتسامة أمك ووجود أبيك معك فأنت شخص محظوظ لا تلهيك متاع الدنيا عن قضائك متسع من الوقت برفقتهم أدام الله هذه النعمة التي لا تقدر بثمن على كل مخلوق..
إرسال تعليق
0 تعليقات