الهادي نصيرة يكتب: اتق شر من أحسنت إليه!
_____اتق شر من احسنت اليه !______
وسط أحد الأحياء السكنية بالمدينة كان الفتى يقود عربته، ويطرق الابواب لجمع ما أمكن أن يتوفر لدى السكان من مواد منزلية قديمة مختلفة : خشبية وبلاستيكية ، ومعدنية ، زائدة عن الحاجة ولم يعد في بقائها لدى اصحابها أية فائدة. اوقف الفتى عربته أمام مسكن عم الطيب الاستاذ المتقاعد الذي لم يتردد في تلبية طلبه داعيا إياه ان ينتظره قليلا . وماهي الا بضع دقائق ، حتى عاد إليه محملا بكيس مملوء أوعية وعلبا وقوارير وأواني منتهية الصلوحية كانت قد أودعت في غرفة صغيرة خصصت للمهملات . ولم يكتف عم الطيب بإعطاء الفتى ذلك الكيس بل قدم له ايضا مبلغا ماليا قدره عشرون دينارا بنية التصدق عن والديه المتوفيين . مضت ايام قليلة دون حدث يذكر حتى جاء اليوم الذي اختفت فيه دراجة عم الطيب من مكانها في بهو المنزل .حينها تذكر ان الفتى صاحب العربة كان قد طلب منه ، آنذاك ، ان يعطيه الدراجة إن كان في غنى عنها لكن عم الطيب اعتذر عن تلبية الطلب معللا ذلك بأن دراجته هي وسيلة تنقله التي يحتاجها كلما عن له الذهاب للتسوق ، أو الخروج للصلاة بالمسجد .
حقا إنه لأمر مثير للاستغراب!
لقد اعتاد عم الطيب وضع الدراجة في نفس ذلك المكان عند عودته إلى المنزل، منذ أكثر من سنتين، دون أن يمسها سوء !
وهاهي تختفي بعد أقل من يومين من مرور ذلك الفتى بالحي !
يضرب الرجل يده كفا بكف وهو يقول : ايعقل أن يحدث ذلك ؟ تبا لهذا الزمن الرديء !
لقد صدق من قال: "اتق شر من احسنت اليه !"
______الهادي نصيرة / تونس _______
إرسال تعليق
0 تعليقات