«الأمير المسحور» حكاية للكاتبة المصرية: رانيا خالد.


في أحد البيوت بمدينة الإسكندرية؛ تقف فتاة في العقد الثاني من عمرها، قد انهت لتوها إعداد جدائلها، تركض نحو والدتها التي تجلس تشاهد أحد برامج الطبخ.

قالت الفتاة بنبرة يشوبها الرجاء : أمي هل يمكنني أن أسألك سؤال؟

أجابت الأم باهتمام : تفضلي يا عزيزتي!

سألت الفتاة بنبرة متعجبة : لما تنادي أبي دوماً بالأمير المسحور؟

ضحكت الأم ثم قالت : أنها حكاية يطيل شرحها، سأرويها لكِ.

عندما أنهيتُ دراستي الجامعية بتفوق، سمح لي أبي أن أقضي عطلتي في بيت جدي في الريف، هذا البيت يُشبه البيوت الريف الروسي.

استقبلني جدي استقبال حار؛ أنا الحفيدة المفضلة لدي وهو صديقي المفضل حافظ أسراري، كان يتعجب كيف لفتاة في العشرينات من عمرها مثلي تريد الزواج بنفس طريقة فيلم الأميرة والوحش، لكنني لم يخيل إلي أنه سيساعدني في ذلك.

أخبرني جدي ذات ليلة أنه سيتغيب عن البيت لمدة أسبوع وسيترك لي خادم يلبي طلباتي بالنهار ثم يعود في الليل إلي بيته.

__________________________

في صباح اليوم التالي.

قام ذلك الخادم [غريب الأطوار يتحدث بلغة لم أفهمها؛ لذك اتعامل معه بلغة الإشارة ] بإعداد فطائر شهية لم أتذوق مثلها من قبل، ثم أكمل باقي أعمال المنزل وغادر إلى بيته.

في مساء اليوم في تمام التاسعة مساءً، اجلس وحيدة في بيت جدي لم أجد شيء لأفعله وبدأتُ أشعر بالملل سأذهب لأستكشف الآلات الغربية التي يمتلكها جدي هو يعشق جمع الآلات خاصة الموسيقية ذات طراز قديم.

  إن تلك الآلة جميلة حقا سأجربها.. يا الله تعزف لحني المفضل الخاص بالكرتون الأميرة والوحش انا الآن في قمه سعادتي.

بينما كنتُ شاردة في سماع ذلك اللحن، إذا بصوت يقول:

_آنسه لمى آنسه، مرحبا بكِ في بلدتنا.

من أين يأتي هذا الصوت؟ يا إلهي انه من الآلة الموسيقية، ما هذا الآلة تتحدث؟!

أجاب ذلك الصوت :نعم الآلة تتحدث انا أسمي أكرم وانتِ لمى صحيح؟

 قلتُ في ذهول :كيف ذلك؟ الآلة تتحدث؟ كيف تعرفني؟ انا لا أفهم شيء.

قال موضحاً: أجلسِ بالله عليكِ سأشرح لكِ كل شيء، أنا أسمي أكرم أحب المغامرات كثيراً سافرت إلى بلده شهيرة بالسحر لم أقتنع به، قمتُ باستفزاز الساحرة فلعنتني وحولتني إلى الآلة كما ترين.. تجعلني أعود إلى صورتي الأنسية مرة واحدة كل عام وذلك يوم مولدي بالمناسبة هو في نهاية ذلك الأسبوع، وإذا لم تقع فتاه في حبي في ذلك اليوم أعود إلى آلة.. ها أنا انتظر يوم مولدي وانتظر تلك الفتاة.

_يا إلهي لا أصدق تلك الخرافة انا اتخيل صحيح.

أجاب نافياً :لا أنتِ لا تتخيلين بالمناسبة أنا لا أتحدث غير في تمام التاسعة مساءً من كل يوم هذا أحد شروط لعنتي، بالمناسبة لون الفستان يناسبك جداً.. أرجوكِ لا تزعجيني أود انا ارتاح قليلا..

_يا إلهي ما هذا أنني اتخيل بالتأكيد سأنام الآن، وكل شيء سيكون على ما يرام..

مضت باقي الأيام، كذلك اليوم يأتي الخادم في الصباح يعد ما أحتاجه ولا يتحدث معي وفي تمام التاسعة مساء تتحدث الآلة ويخبرني ذلك الفتى المسحور عن حياته..

لكن حدث ما لم يكن في خيالي هو أنني وقعت في حب ذلك الفتى المسحور، سأعترف له بذلك في يوم مولوده وتنحل تلك اللعنة.

 اليوم هو يوم مولوده أخبرني أن أقابله على الشاطئ القريب من البيت سيظهر بصورة الأنسية سأرتدي ذلك الفستان الذي يليق بي كما قال لي ذات مرة سأخبره بحبي يا إلهي أنني أعيش تلك القصة التي تمنيتها سأكون الأميرة وهو الوحش المسحور.

عند وصلي للشاطئ وجدتُ فتى يجلس علي مقعد المقابل للبحر أظنه هو، يا إلهي انه وسيم جدا احم ما الذي اقوله...

_مرحبا، أنت أكرم الفتى المسحور.

أجاب ضاحكاً: نعم وانتِ لمى كيف حالك.

_بخير انا سعيدة برؤيتك أود أن أخبرك أن.. أاانا.. اقصد.

قاطعني قائلاً: انتظري، أود أن اخبركِ بشيء أولاً

_ تفضل.

_ أنا أسمي أكرم كما تعلمين لست بالفتي المسحور، ولا شيء من ذلك أنا أعمل مع جدك في المختبر، رأيتك منذ ثلاث سنوات في آخر زيارة لكِ لجدك، أخبرت جدك برغبتي في الزواج منكِ فأخبرني أنكِ سترفضين لأنكِ تودِ أن تتزوجي مثل أميرات ديزني، استغليتُ مشروع تخرجي هو تلك الآلة بداخلها جهاز تواصل كنت أتحدث به معاكِ، كنت اعرف ما ترتديه لأنني نفس الخادم الذي كان يعد لكِ ما تحتاجيه كل صباح لكنني أجيد تغير ملامحي بالمكياج، ها قد انتهيت هل توافقين على زواج مني؟!

_ياالله، أنت لست مسحور وليس هناك لعنة؟!

ابتسم قائلاً :نعم، ها ما رأيك في العرض الخاص بي ؟!

قلتُ مازحة :هل ستعد لي تلك الفطائر الشهية؟

هز رأسه مبتسماً :نعم وسنتشارك كأسين من الشاي يومياً، وسنرقص تحت المطر، سأحقق كل أحلامك ما دمتُ على قيد الحياة.


إرسال تعليق

0 تعليقات