الكاتبة الجزائرية «رحمة خطار» تكتب: في وكر الصّمت!





نمرّ حاليا بنوبة مرض جعل العالم ينحني على ركبتيه متضرّعا ،مما جعله يصاب بتشنّج ،في وكر الصّمت هذا ستقضي أغلب أوقاتك لوحدك ،تبني و تهدم توقعاتك ،تضع افتراضات مبعثرة تاهت عن طريق اليقين .
هناك من ينام ،هناك من يشاهد الافلام ،هناك من يصوم عن الكلام ، و هناك من يتأمّل خارطة حياته من جديد ، باحثا عن أثر لحلم ربما تخلى عنه و أصبح اليوم راغبا في التّجديد ،حلم يرغب في أن يتعقب أثره من بيته .
(بحث عن بعد) ،لقد زاد عمق هذه الكلمة في عمق هذا الوضع .كل يوم يدفع اليوم الذي سبقه بفتور ،يتخلّص منه ليحلّ محله، ثم يحدث معه نفس الأمر في الغد .
ماذا لو أصبنا ، نحن الذين نقبع في منازلنا و نقي أنفسنا بجائحة أمل جماعي ؟
جائحة لا تقتلنا ، بل تنقلنا إلى بيئة الرضا .في هذا الوقت بالذات ،تعلّمنا كيف نعيش اللحظات بكثافة ،تعلّمنا قيمة النور الرباني الذي كانت تنعم به أجسادنا دون خوف ،و ازدادت حاجتنا إلى أشياء كالمواساة و الحبّ و الالفة. 

إرسال تعليق

0 تعليقات