«أم سارة» تكتب: العروس و الراعي الصغير!
فى قرية صغيرة تعيش شابة تزوجت حديثا وانتقلت من المدينة. الى تلك القرية حيث الناس البسيطة؛ كانت تعشق حياة الريف مما ساعدها على التأقلم فى وقت قصير.
فى كل صباح تستيقظ على صوت ولد صغير يمر بجانب نافذة غرفتها وهو بصحبة غنماته ليسرح بهم في أعالي الجبل.
كانت كلما مر استوقفته وقدمت له بعض الحلوى مما جعل الولد الصغير يتعلق بها أشد التعلق؛ فكان لا يكمل طريقه حتى يراها وفى المساء كان يحظر لها بعض الثمار التى يقطفها من أشجار الغابة.
الشابة انتابها الفضول عن الولد الذى لا يذهب إلى المدرسة مع أن معظم الأولاد فى القرية يدرسون!
قررت الشابة ان تسأل الولد عن السبب. وفى الصباح نادته واقترب منها قدمت له بعض الحلوى كعادتها ثم سالته عن السبب؟ فاخبرها أنه لا يحب الدراسة و يعشق رعى والغنم.
حزنت الشابة على الولد الصغير فقالت له:
-إنك ولد جميل وذكى تستحق أحسن من الرعي؟ويوماما سترى اصدقائك ناححين ،سيكون منهم طبيب ومهندس وطيار وستندم .
ثم نظرت الى بطنها لانها كانت حامل وقالت له:
-انظر اننى احمل طفل فى بطنى واتمناها أن تكون فتاة ،ان ذهبت الى المدرسة وتفوقت فى دراستك سازوجها لك عندما تكبر.
احمرت وجنتي الولد وكيف لا وهو كان يحبها حبا كبيرا كان لا يكمل طريقه الا اذا اصتبح بوجهها الجميل.
منذ ذلك اليوم اختفى الولد الصغير ولم تعود الشابة تسمع صوته وصوت غنماته كانت تنتظره فى كل صباح ومساء ولكن دون جدوى،سألت الجيران عليه واخبروها انه عاد لدراسة ففرحت كثيرا.
انتقلت الشابة للعيش فى المدينة مع زوجها وانجبت فتاة وولدين.
وتمر السنين ويتقاعد الزوج ويقرر العودة الى القرية ليستقر فيها مع زوجته ولاولاده .
فى الصباح تفتح المراة النافذة وتتذكر ذلك الولد الصغير الذى احبها واحبته وتساءلت عن حاله!
بعد أيام قليلة كانت هناك جنازة فى القرية ،،ذهبت المرأة لتعزية وهى جالسة اقتربت منها امرأة وسألتها هل هى عروس فلان فاخبرتها انها هى.
فرحت المراة وراحت تعناقها ثم قالت لها:
انا ام ذلك الولد الذى كنت تقدمين له الحلوى،بسببك ابنى عاد الى الدراسة وأصبح مهندس وهو الآن فى البلاد الاجنى
واعلمك انه لم ينساك أبدا كان كلما جاء لزيرتنا يسال عليك
فتذكرت المرأة الوعد الذى قطعته له وأمه اخبرته انه لم يتزوج بعد..
كما اخبرتها انه ترك لها رسالة ..
فى الصباح اليوم الموالى احضرت الام الرسالة ..
وهذا مظمونها ..
"إلى سيدتى الجميلة ...
إلى من كانت تنتظرنى فى كل صباح بابتسامة لم ارى فى حياتى مثلها.
إلى من كانت تقدم لى الحلوى لم اذق طعمها فى كل حلويات العالم .
إلى من نصحتنى بنصيحة لولها ما كنت فى هذا المكان.
سيدتى طوال هذه السنين صورتك لم تفارقنى وصوتك الذى شجعنى على العلم والتعلم .
سيدتى كنت كلما ظاق بيا الحال تذكرتك وبذكرك اواصل
سيدتى كنت معى فى كل امتحاناتى وفى كل نجاحاتى فكلمة شكر لا تكفى.
سيدتى لقد قطعت لى وعد وانا اليوم احررك منه...
سيدتى أنا لا استطيع ان اكون لاحد محبا لان حبك وعطفك اسرنى، سيدتى تقبلى منى عرفانى وتقدير لك مدى الحياة.
إرسال تعليق
0 تعليقات